طور الامريكيين منتصف التسعينات صاروخ جوال صغير الحجم بقدرة التحويم بحثاً عن هدف يهاجمه .. لم تتجاوز ابعاده 91 سم و وزنه 45 كغ .. اطلقوا عليه صاروخ الهجوم الذاتي التوجيه منخفض الكلفة LOCAAS Low Cost Autonomous Attack System ..
كانت متطلبات برنامج صاروخ LOCAAS في بدايته هو القدرة على الطيران لمسافة تصل اكبر من 100 كم مع قدرة التحويم بحثاً عن هدف بإحتمال اصابة عالي .. و ان يزود هذا الصاروخ برأس حربي قادر على التعامل مع جميع الاهداف المكتشفة .. و ان يمكن للمقاتلات حمل على الاقل 16 صاروخ منه و ان يمكن للقاذفات حمل 100 صاروخ منه على الاقل .. و ان تكون كلفته ضمن حدود 30000 دولار (عند الانتاج الكمي) ..
و قد طورت هذا الصاروخ شركة Lockheed Martin التي زودته بمحرك نفاث صغير TDI-J45G بقوة دفع 0.13 كيلونيوتن .. يعطيه مدى اقصى 185 كم و قدرة تحويم حتى 30 دقيقة بحثاً عن هدف من ارتفاع 235 متر بسرعة قصوى حتى 370 كم/ساعة .. يغطي خلالها مساحة 86 كم2 .. (بداية التطوير كان هناك نسختين الاولى انزلاقية بلا محرك و الاخرى بمحرك و تم اجراء اختبارات اولية على كلا النسختين و لكن الغيت النسخة الانزلاقية منذ بدايات التطوير 1997 و اكمل مشروع LOCAAS المزود بمحرك نفاث) ..
زود الصاروخ LOCAAS بنظامي الملاحة GPS/INS للوصول الى المنطقة المستهدفة حيث سيقوم باحث فريد مزود به صاروخ LOCAAS بمهمة البحث عن الهدف و تدميره .. هذا الباحث هو رادار ليزري LADAR (يطلق عليه ايضاً LiDAR) مزود بمعالج صور عالي الذكاء .. يمكنه تمييز الاهداف من انماطها الثلاثية الابعاد المخزنة في ذاكرته و تحديد الهدف ذو الاولوية لمهاجمته من بين مجموعة من الاهداف .. و يتم ذلك بشكل آلي .. يستخدم هذا الباحث ليزر الحالة الصلبة ..
إن رادار الليزر LADAR او LiDAR (وهي الحروف الأولى من جملة Laser Detection And Ranging او Light Detection and Ranging) و تعني الكشف و قياس المدى بواسطة الليزر (الضوء) .. و هو جهاز يرسل شعاع ليزر (ضوء) فى اتجاه الهدف (الاجسام) و يستقبل الليزر المرتد و يقوم بتحليله ليحدد خواص الاجسام المرتد عنها الليزر .. و يقوم معالج باحث الرادار الليزري في صاروخ LOCAAS بتحويل البيانات المحللة الى صورة او خريطة افتراضية للمنطقة .. و يقوم المعالج بشكل مستمر بمقارنة الاجسام المكتشفة و تصفيتها من بين الانماط الثلاثية الابعاد المخزنة داخله لتحديد الاهداف منها .. و عند تحديد الاهداف يقوم باختيار الاهداف ذات الاولوية للتعامل معها (في احدى التجارب وضعت اهداف دبابات T-72 و قواذف صواريخ Scud و عربات دفاع جوي OSA Sa-8 في منطقة واحدة .. و قام باحث الصاروخ LOCAAS بتجاهل الدبابات من ضمن اهدافه و حددها ذات اولوية منخفضة و هاجم عربة OSA الاهم و ذات الاولوية في الاستهداف) ..
 |
| صورة توضح آلية عمل رادار الليزر LADAR في تحديد الاهداف |
و يعتمد رادار الليزر LADAR/LiDAR في ذلك على حساب المسافة ما بين الجهاز و الجسم الهدف من خلال معرفة زمني الإرسال والاستقبال لكل نبضة ليزرية .. حيث يرسل رادار الليزر LADAR شعاع اليزر الى الهدف و يتغير هذا الشعاع تبعاً للهدف (الجسم) الساقط عليه .. بعض هذا الضوء (الليزر) ينعكس الى الجهاز مباشرة و بعضه الآخر ينعكس بطريقة مشتتة الى الجهاز .. حيث يتم تحليل هذا الضوء (الليزر) المنعكس بواسطة معالج رادار الليزر .. ان التغير فى خصائص الليزر المنعكس من الهدف يوضح بعضاً من خصائص الهدف (الجسم) كما ان زمن رحلة شعاع الليزر (الضوء) من الجهاز الى الهدف ثم الرجوع الى الجهاز يحدد المسافة بين الجهاز و الهدف ..
و يمكن للرادار الليزري في صاروخ LOCAAS تمييز الاشياء بدقة 15 سم من مسافة 1000 متر من ارتفاع حتى 225 متر .. و مسح شريط عرضه 600 متر خلال فترة طيرانه و تجواله بحثاً عن هدف ..
 |
| الرأس الحربي المشكل انفجارياً Explosively formed penetrator في صاروخ LOCAAS و الذي يمكن تشكيله بثلاث خوارق |
بمجرد تحديد الهدف ذو الاولوية لمهاجمته يقوم الصاروخ بتحديد جهة الهجوم الانسب لتحقيق افضل تأثير لرأسه الحربي المشكل انفجارياً و الذي يمكن تشكيله بحسب نوع الهدف .. ان كان الهدف مدرع يقوم بتشكيل الخارق فوق الهدف بشكل قضيب لتحقيق اكبر خرق .. و الهدف الاقل تدريع يشكل الخارق بشكل قمع .. و الاهداف اللينة و مجموعات الافراد يتم تشظية الرأس الحربي فوق الهدف لتحقيق اكبر انتشار .. و يتم اختيار طريقة تشكيل خارق الرأس الحربي الذي يزن 7.7 كغ حسب نوع الهدف الذي تم تحديده من مكتبة انماط الاهداف المخزنة ..
رغم اجراء العديد من التجارب الناجحة على الصاروخ LOCAAS بتنفيذ عمليات استهداف ذاتية بالكامل الا ان شركة Lockheed Martin اضافت وصلة بيانات بالاقمار الصناعية ثنائية الاتجاه تسمح بخيار التدخل البشري Man in The Loop في المرحلة الاخيرة من المسار و اجرت تجربة ناجحة عليه ..
يمكن اطلاق الصاروخ من نقاط تعليق بشكل مباشر من على الدرونات او المقاتلات او من داخل حاويات ذخيرة SUU-64 من على المقاتلات و القاذفات .. و يمكن اطلاق عدة صواريخ منه داخل صواريخ ATACMS البالستية التكتيكية ..
لا يعرف سبب عدم دخول صاروخ LOCAAS الخدمة التشغيلية .. سوى انه كان جزء من برنامج القنابل الذكية الصغيرة SSB Small Smart Bomb و ألغي على حساب تطوير قنابل القطر الصغير ..
ماذا لو اعيد احياء مشروع صاروخ LOCAAS و زود ببواحث قنابل القطر الصغير GBU-53/B .. !!!
إرسال تعليق