(حرب النجوم هي مصطلح اطلق على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الامريكية و الرد السوفييتي عليها .. و كلاهما لم يكتمل)

![]() |
رادار Ladoga الذي زودت فيه النسخة الاولى من A-60 التي نفذت مهام ضد المناطيد الانجرافية |
و في تجارب بنفس العام نفذت الطائرة A-60 1A عشرات الاطلاقات الحية ضد مناطيد تجسسية انجرافية على ارتفاعات 30-40 كم .. و تمت عمليات الاطلاق من ارتفاع 10 كم تقريباً .. و في احدى العمليات قامت بحرق منطاد من مسافة 700 كم ..
و لاحقاً تم تركيب ليزر بقوة 1 ميغا واط و هذا الليزر هو الذي حملته المركبة الفضائية الهجومية Skif-DM قبل ان تحترق في الغلاف الجوي ..
تعرضت الطائرة A-60 1A لحريق عام 1989 ما اخرجها من الخدمة .. و لكن استعاد الروس بعض التجهيزات و بدأوا بتطوير طائرة اخرى منها بناء على نتائج اختبارات A-60 1A و حصلت على نفس الترقيم في سلاح الجو الروسي عرفت لاحقاً بالإسم A-60 1A2 .. مع اختلاف شكلي عن النسخة الاولى بوجود حدبة تحوي معدات اضافية امام بوابة السلاح الليزري المحدث .. و ربما كانت مجهزة برادار كشف و تتبع اقوى نوع Ladoga-3 الذي كان جاهزاً قبل رحلتها الاولى .. و تم تركيب مولدي طاقة توربينيين اقوى .. و لكنها لم تحلق حتى 29 اغسطس 1991 .. حينها كان الاتحاد السوفييتي قيد السقوط ..
توقف العمل بتطوير الطائرة A-60 1A2 عام 1993 كنتيجة طبيعية لانهيار الاتحاد السوفييتي و التقليص الحاد للانفاق العسكري .. رغم ذلك استمرت مجمع Beriev العمل على تطويرها ببطئ بمبادرة منه .. حتى اعادة تنشيط المشروع مرة اخرى عام 2009 مع عودة الاختبارات الجوية عليها في اطار برنامج Sokol-Echelon الذي بدأ تطوير تجهيزاته منذ عام 2005 .. و حُدد له هدف أساسي : اعماء الاقمار التجسسية الامريكية باستخدام سلاح ليزري جديد (قيد التطوير) مرمز بـ 1LK222 لا يعرف اي معلومات عن قدراته حتى الان ..
تركزت الاختبارات بعد تنشيط تطوير طائرة A-60 1A2 على كشف و تتبع الاقمار الصناعية في المدار المنخفض دون تنفيذ اطلاق ليزري .. و اول اختبار اطلاق حقيقي نفذته الطائرة A-60 1A2 كان باتجاه قمر جيوديسي ياباني اسمه AJISAI على ارتفاع 1500 كم .. عام 2009 .. حيث اُطلقت حزمة اشعاع ليزري تعييني عليه لاختبار انعكاسها عنه الى الطائرة .. (باستخدام الليزر المركب سابقاً على طائرة A-60 1A2 .. و ليس المرمز بـ 1LK222) ..(خلال يوم الابواب المفتوحة 2011 سُمح بتصوير طائرة A-60 1A2 .. و قد ظهر عليها شعار برنامج Sokol-Echelon الذي يوضح هدف هذا المشروع .. اعماء الاقمار التجسسية الامريكية و يظهر في الرسم صقر روسي يبرق على صورة قمر KN-11 أو KN-12 و يجعل مسار تصوير اسود مظلم) .. الصورة ادناه ..
و لكن المشروع Sokol-Echelon تعرض للتوقف من جديد لاسباب مالية عام 2011 .. قبل ان يتلقى دعماً مالياً كبيراً ضمن موازنة 2013 ..
يبدو ان الروس تخلوا عن تطوير طائرة A-60 1A2 التي بقيت في تاغونروغ منذ 2011 و بدأوا بتطوير طائرة ليزر جديدة منذ 2014 .. و يعتقد ان الطائرة الجديدة ستحمل التسمية A-60SE او A-60M .. و ستبنى على اساس احدث نسخ طائرة الاليوشن IL-76 و هي النسخة IL-76MD-90A .. و ستجهز بالليزر 1LK222 الذي سيكون حسب المواقع الروسية نسخة محمولة جواً من الليزر الارضي المتنقل Peresvet الذي كشف عنه الرئيس الروسي بوتين اول مرة عام 2018 ..
و كان نائب وزير الدفاع الروسي بوريسوف قال : ان مصممي الطائرات الروسى أكملوا الاختبارات الارضية لمعدات الطائرة A-60 التي ستجهز بالليزر المقاتل .. و اضاف بوريسوف : إن التجارب الجوية مستمرة الآن .. و تؤكد نتائجها صحة القرارات المتخذة ..
و يعتبر هذا التصريح الشيء الاكيد الوحيد عن المستوى الذي بلغه مشروع Sokol-Echelon حتى عام 2016 .. و تنفذ الطائرة الجديدة A-60SE طلعات تجريبية منذ 2016 و لكن لا يوجد معلومات عن اي اختبارات حقيقية نفذتها .. و المعروف اعلامياً انه لم يتم دمج نظام الليزر 1LK222 بها حتى الان .. رغم ان الليزر الارضي المتنقل Peresvet اعلن عن دخوله الخدمة منذ 2018 و الذي يعتقد بقوة ان سيكون نسخة محمولة جواً منه ..
رغم السرية الشديدة التي يحيطها الروس لقدرات منظومة الليزر الارضي المتنقلة Peresvet و التي يتم التكتم فيها الروس حتى على نوع الليزر الذي تستخدمه و قوته و مصدره .. لكن التقديرات الاخيرة تشير الى امكانية ان تكون Peresvet مزودة بمفاعل ليزر يتم فيه تحويل طاقة الانشطار مباشرة إلى أشعة الليزر (او ما يسمى ليزر الضخ النووي) .. و هو ما يعني ان قوة الليزر المستخدم ستكون بالتأكيد اكبر من 1 ميغا واط .. و هو ما يتجاوز قوة اي ليزر عسكري روسي سابق ..
و رغم ان المنظومة Peresvet قد دخلت الخدمة 2018 .. و لكنها لا تزال قيد التطوير و يتم العمل على تقليل حجم عربات المنظومة .. و ربما هذا السبب هو ما يؤخر دمجها في حجمها الحالي على الطائرة A-60SE حتى الان ..
و يدعم تقديرات نوع الليزر المذكور تصريحات نائب وزير الدفاع الروسي بوريسوف في 2018 و التي ألمح فيها لهكذا تقنية : ان العمل جار لتحديث المجمع Peresvet و نتيجة لذلك سيتم تخفيض عدد المركبات القتالية في المجمع في غضون 2-3 سنوات القادمة و سيصبح المجمع أكثر إحكاماً .. و اضاف : علمائنا النوويين تعلموا كيفية تركيز الطاقة المطلوبة لتدمير أسلحة العدو ذات الصلة على الفور فى لحظة واحدة ..
و قد كثف الروس في السنوات الاخيرة العمل على بحوث ليزر الضخ النووي من خلال معهد البحوث العلمية في الفيزياء التجريبية VNIIEF .. و معهد الفيزياء و هندسة الطاقة في اوبنينسك و الذي حصل على براءة اختراع رقم RU 2502140 في مفاعل ليزر يحول طاقة الانشطار الى اشعة ليزر ..
(يجدر الذكر هنا .. في مجال تصغير حجم المفاعلات التقليدية .. عُرض مؤخراً في المعرض العسكري الروسي "الجيش 2019" مفاعل نووي محمول على شاحنة من تصميم معهد NIKIET الروسي) ..

![]() |
توضيح لأثر الليزر على الكاميرات من خلال مثال مبسط |
و يلخص وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس هذه النتيجة عام 2011 :
أنا لا أعرف أي شخص في وزارة الدفاع يعتقد برنامج الليزر المحمول جواً YAL-1A يجب أو سيتم نشره عملياً .. و الحقيقة أنك ستحتاج إلى ليزر أقوى بـ 20-30 مرة من الليزر الكيميائي المستعمل الطائرة الآن ليكون قادراً على الوصول إلى أي مسافة من موقع اطلاق الصاروخ البالستي و الرمي عليه .. لذا يجب على طائرة الليزر المحمول جواً YAL-1A أن تدور داخل حدود إيران حتى تتمكن من استخدام الليزر لإسقاط الصاروخ البالتسي في المرحلة الاولى من مساره .. وإذا كنت ستشغل هذا المشروع فأنت بحاجة الى 10-20 طائرة YAL-1A بكلفة مليار و نصف دولار للطائرة الواحدة و كلفة تشغيلية 100 مليون دولار سنويًا .. و لا يوجد أي شخص يرتدي الزي الرسمي يعتقد أن هذا مفهوم عملي ..
المشروع اغلق عام 2011 .. رغم ذلك .. تعتبر طائرة Boeing YAL-1A مشروع مهم جداً استفادت منه امريكا كثيراً في تطوير مشاريع اسلحة ليزرية لاحقة .. و يمكن ان يعود بهدف اخر واقعي كهدف الروس في طائرتهم A-60 .. مع بعض التعديلات .. (سنخصص موضوع للحديث عن مشروع YAL-1A بتفصيل) ..
الصين بدورها يبدو انها خطت خطوات متقدمة في تقنيات الليزر عسكرياً و ضد الاقمار التجسسية .. رغم انها لم تعلن ذلك .. و لكن تقارير و تصريحات المسؤولين الامريكيين تؤكدها .. حيث ذكر دونالد كير مدير مكتب الاستطلاع الوطني الامريكي ان الأقمار التجسسية التصويرية الامريكية كانت "مبهرة" أثناء مرورها فوق الصين .. و اضاف : ان ذلك لم يضر بقدرة الأقمار الأمريكية على جمع المعلومات .. (كان ذلك عام 2006) ..
كما اعلن دان كوتس مدير الاستخبارات الوطنية الامريكية عام 2018 ان الصين احرزت تقدماً في تقنيات الطاقة الموجهة التي يمكن ان تعمي او تضر الاقمار التجسسية التصويرية الامريكية .. و عام 2019 اكدت المخابرات العسكرية الامريكية تلك القدرة الصينية ايضاً ..
و قد كشف خلال عام 2019 عن صور فضائية لـ 5 مواقع صينية يعتقد انها قواعد لسلاح ليزري صيني مضاد للاقمار الصناعية .. و عام 2020 قدمت الصين مناقصة داخلية لبود ليزر محمول جواً .. يُعتقد ان هذا بداية مشروع ليزر صيني محمول جواً ..
لا تزال اسلحة الليزر تحتاج لعقود لتصبح سلاح عملي .. فبطئ عملية الاستهداف الليزري و التي تحتاج لعدة ثواني يجعله غير قادر على تلبية احتاجات الحروب .. و لتحقيق سرعة ضرب فوري للاهداف بجزء من الثانية سيحتاج ليزر بقوة عدة غيغاواط او مئات الميغاواط على الاقل .. و هذه القوة لا تزال بعيدة مقارنة بالمستوى الحالي ..
و هنا نورد قوة الليزر اللازمة لتدمير عدة انواع من الاهداف .. فمثلاً :
لاتلاف الدرونات الصغيرة من مسافة 1-5 كم انت بحاجة إلى ليزر بقوة 2-5 كيلو واط. ..
لتدمير الذخيرة كالهاونات من مسافة 5-10 كيلومترات يلزم ليزر بقوة 20-100 كيلو واط ..
لضرب أهداف مثل طائرة أو صاروخ بالستي من مسافة 100-500 كم انت حاجة إلى ليزر بقوة 1-10 ميجا واط ..
و يقدر الخبراء ان قوة الليزر المطلوبة ليكون سلاح فعّال في الحروب الحديثة لن يبلغها حتى عام 2040 على الاقل ...
إرسال تعليق