أولت الصين منذ السبعينات اهتماماً كبيراً لتواجدها في الفضاء .. و تضاعف هذا الاهتمام عدة مرات منذ نهضتها العسكرية الكبرى التي تلت حرب الخليج 1991 و ازمة مضيق تايوان 1996 .. و تضاعف وجودها الفضائي عدة مرات .. و بمئات الأقمار من صنعها (تجسسية بصرية و تجسس الكتروني و اقمار نظام ملاحة و اتصالات عسكرية و غيرها) حتى اصبحت تملك اسطول اقمار صناعية ينافس الولايات المتحدة التي كانت سيطرت على الفضاء بعد انتهاء الحرب الباردة ..
و كان سيناريو الرعب بالنسبة للصين ان تصبح ترسانتهم العسكرية الضخمة بلا عيون و آذان مع بدء اي
مواجهة عسكرية مع امريكا .. خاصة مع قدرة الامريكيين العالية و المتنوعة في التقنيات
المضادة للاقمار الصناعية .. ما يضع شبكة اقمار الصين التجسسية و الاستطلاعية و اقمار نظام الملاحة الصيني BeiDou في قائمة الاهداف في بداية اي مواجهة مع امريكا ..
 |
صورة توضح نسبة امتلاك الدول الكبرى من الاقمار الصناعية بأنواعها .. التجسسية و الاتصالات و الملاحة .. اضافة للبحث العلمي .. حسب احصائيات 2018 .. و يظهر فيها المنافسة الصينية الكبيرة .. علماً ان الصين اطلقت عشرات الاقمار الصناعية بعد هذه الاحصائية .. |
لذا بدأ الصينيين البحث عن حل لهذا السيناريو الكارثي على قوتهم .. و كان ذلك بتطوير صواريخ الاطلاق المدارية للرد السريع و التي اوكل لها مهمة تعويض اي خسائر فضائية خلال 24 ساعة كحد اقصى .. بدل صواريخ الاطلاق التقليدية التي تحتاج لفترة اطول بكثير تتراوح بين عدة اسابيع الى عدة شهور للتجهيز و الاختبار و الاطلاق .. و ستكون هذه الصواريخ مدعومة ببنك اقمار بديلة جاهزة و مختبرة و مخزنة في مواقع
محصنة بانتظار دمجها للاطلاق حين الطلب في وقت الحرب لتعويض الاقمار المفقودة .. و
ستكون هذه الصواريخ عاملة بالوقود الصلب و محمولة على قواذف اطلاق متحركة مع مجموعاتها اللوجستية و
الفنية ..
و نفصل ادناه جميع الصواريخ العاملة بالوقود الصلب و القابلة للاطلاق من منصات متحركة التي طوروها الصينيين لتكون من ضمن صواريخ الاطلاق المدارية للاستجابة السريعة :
 |
اول صواريخ الرد السريع الفضائية الصينية .. الصاروخ Kaituozhe-1 / KT-1 |
كان باكورة هذه الصواريخ هو الصاروخ Kaituozhe-1 / KT-1 الذي بني على اساس الصاروخ البالستي DF-21 الذي شكل المرحلتين الاوليتين للصاروخ Kaituozhe-1 / KT-1 المكون من 4 مراحل .. و كان صاروخ KT-1 عامل بالوقود الصلب و قادر على حمل قمر صناعي بوزن 100 كغ الى مدار ارضي منخفض Low Earth orbit LEO بارتفاع اقصى 600 كم .. و لكن ككثير من المشاريع العملاقة تكون البدايات متعثرة غالباً .. فقد قام صاروخ KT-1 بعمليتي اطلاق .. العملية الاولى عام 2002 و كانت حمولته قمر صناعي صغير بوزن 35.8 كغ الى مدار بارتفاع 300 كم و فشلت العملية بسبب عطل في المرحلة الثانية من الصاروخ .. و العملية الثانية كانت عام 2003 و كانت حمولته قمر صناعي صغير بوزن 40 كغ الى مدار بارتفاع 300 كم و نجح بفصل المراحل و لكنه وضع القمر في مدار خاطئ و اكمل القمر دورة في مداره قبل ان يسقط .. و لم يتم اي اطلاق فيما بعد على هذا الصاروخ ..
 |
الصاروخ Kaituozhe-2 / KT-2 يظهر يمين الصورة (كمجسم يظهر في وسط المجسمات) .. و يسار الصورة Kaituozhe-1 / KT-1 (و كمجسم يظهر يسار المجسمات) .. اما المجسم في اليمين هو النسخة Kaituozhe-2A / KT-2A و لم يتم تصنيعه |
طور الصينيين لاحقاً صاروخ Kaituozhe-1A / KT-1A و الذي عرف لاحقاً بالتسمية Kaituozhe-2 / KT-2 .. و قد بني هذا الصاروخ بالاعتماد على مراحل الصاروخ البالستي العابر للقارات DF-31 .. و هو عامل بالوقود الصلب و يتم اطلاقه من منصات ثابتة او متحركة و يمكنه حمل قمر صناعي بوزن حتى 250 كغ الى مدار متزامن مع الشمس بارتفاع حتى 700 كم sun-synchronous orbit SSO او حمولة 350 كغ الى مدار ارضي منخفض LEO .. و نجح الصاروخ Kaituozhe-2 / KT-2 بتاريخ شهر 3-2017 بايصال القمر الصناعي Tiankun-1 / TK-1 الى مداره بارتفاع 404 كم ..
تم تطوير نسخة محسنة من صاروخ KT-2 باسم KT-2A التي اضيف له معززين صاروخيين هما المرحلة الاولى من الصاروخ DF-21 .. و لكن هذه النسخة عرضت كمجسم فقط و لم تشاهد كصاروخ مصنع ..
 |
النسخة المدنية Kuaizhou-1A / KZ-1A على اليسار .. و النسخة العسكرية Kuaizhou-1 / KZ-1 على اليمين |
طورت الصين صاروخ اخر ضمن منظومة صواريخ الرد السريع الفضائية و هو صاروخ Kuaizhou-1 / KZ-1 .. مكون من 3 مراحل بوقود صلب و الرابعة بوقود سائل .. و يتم اطلاقه من قواذف متحركة مدولبة .. و يمكنه حمل قمر صناعي بوزن 430 كغ الى مدار متزامن مع الشمس SSO بارتفاع حتى 500 كم ..
 |
Kuaizhou-1A / KZ-1A |
و النسخة المدنية منه Kuaizhou-1A / KZ-1A يمكنه حمل 200 كغ الى مدار SSO بارتفاع 700 كم و 250 كغ الى ارتفاع 500 كم و حمولة 300 كغ الى مدار LEO .. اطلقت النسخة العسكرية عام 2013 و 2014 بنجاح .. النسخة المدنية اطلقت رحلاتها التجارية اول مرة 2017 بنجاح و اطلقت لاحقاً 7 مرات بنجاح وصولاً حتى 2020 .. و يمكن لطاقم من 6 اشخاص اعداد اطلاقه خلال 24 ساعة فقط .. و بتاريخ 7-9-2019 تم اجراء عمليتي اطلاق لصاروخ Kuaizhou-1A / KZ-1A في يوم واحد و هو ما تم اعتباره تدريباً عسكرياً بصواريخ النسخة التجارية لمنظومة الرد السريع الصينية ..
تدير شركة ExPace النشاط التجاري لعمليات اطلاق صواريخ Kuaizhou-1A / KZ-1A و هي تابعة للشركة الحكومية CASIC المصنعة و المطورة لهذه الصواريخ بنسخها العسكرية و المدنية ..
 |
الصورة توضح فرق الحجم و الشكل بين صواريخ Kuaizhou 11 / KZ-11 وصواريخ Kuaizhou-1A / KZ-1A |
و تطور شركة CASIC الصينية نسخة اكبر من عائلة صاروخ Kuaizhou و هي النسخة Kuaizhou 11 / KZ-11 و التي سيتم تجريبها اول مرة هذا العام 2020 .. و ستكون مكونة من 3 مراحل بوقود صلب .. و يتم اطلاقها من منصة متحركة .. و حمولتها 1500 كغ الى مدار ارضي منخفض LEO او 1000 كغ الى مدار متزامن مع الشمس SSO بارتفاع اقصى 700 كم ..
 |
صاروخ Kuaizhou 11 / KZ-11 المتوقع اطلاقه اول مرة عام 2020 |
و في عام 2015 كانت الصين اطلقت بنجاح لاول مرة نسخة الرد السريع من عائلة الصواريخ الفضائية Long March / Chang Zheng و هو الصاروخ CZ-11 / LM-11 .. مكون من 4 مراحل بالوقود الصلب .. و يتم اطلاقه من قواذف متحركة مدولبة بطريقة الاطلاق البارد .. و يمكنه حمل حتى 350 كغ الى مدار متزامن مع الشمس SSO بارتفاع 700 كم .. او حمولة 700 كغ الى مدار ارضي منخفض LEO .. و يمكن تنفيذ عملية الاطلاق خلال 24 ساعة فقط .. و تواصل اطلاق صواريخ بنجاح منذ 2015 و حتى الان ..
 |
الصاروخ CZ-11 Chang Zheng / Long March LM-11 |
جميع الصواريخ التي ذكرناها اعلاه هي من تطوير شركة علوم الفضاء و التكنولوجية الصينية
الحكومية CASC .. و منذ عام 2014 بدأت الصين في تشجيع رأس المال الخاص للمساهمة في صناعة الاقمار الصناعية و الصواريخ الفضائية .. و عام 2015 قام الرئيس الصيني برفع مستوى الشراكة بين القطاع الخاص و الحكومي في الصناعات العسكرية الى مستوى استراتيجية وطنية .. و بعد فترة قصيرة بدأ القطاع الخاص الصيني الدخول بقوة و فعالية في صناعة الصواريخ الفضائية و التركيز خصوصاً على الصواريخ ذات الدفع بالوقود الصلب .. تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية ..
و نورد ادناه الشركات الصينية الخاصة التي تملك مشاريع اطلاق صواريخ ذات دفع صلب :
- شركة i-Space .. و هي اول شركة صينية خاصة تنجح باطلاق صاروخ بدفع صلب و ايصال قمر صناعي الى المدار المنخفض .. و كان اطلاقها الاول الناجح عام 2019 عبر صاروخ Hyperbola-1 / SQX-1 الذي اوصل قمر CAS-7B الى مدار LEO بارتفاع 300 كم عن الارض .. و يتكون صاروخ Hyperbola-1 من 3 مراحل صلبة (يعتقد انها مشتقة من الصواريخ البالستية العسكرية DF-15 و DF-11) بالاضافة لمرحلة رابعة بالوقود السائل .. و يمكن اطلاقه من منصات متحركة .. و حمولته تبلغ 300 كغ الى مدار LEO .. و حمولة 260 كغ الى مدار SSO بارتفاع 500 كم ..
- شركة LandSpace .. و هي اول شركة خاصة صينية اطلقت صاروخ الى المدار المنخفض .. و لكنها فشلت بمهمتها الاولى عام 2018 .. و كان ذلك عبر صاروخها Zhuque-1 المكون من 3 مراحل عاملة بالوقود الصلب (و كان الفشل سببه عطل في المرحلة الثالثة من الصاروخ الذي كان يحمل القمر Weila-1) .. و يعتقد ان صاروخ Zhuque-1 يستند الى محركات صواريخ DF-26 البالستية .. و يمكن له حمل وزن حتى 300 كغ الى مدار LEO او حمولة 200 كغ الى SSO بارتفاع 500 كم ..
 |
صورة لصواريخ الشركات الصينية الخاصة .. صاروخ OS-M و Zhuque-1 و Hyperbola-1 .. و الوحيد الذي نجح في مهمته الاولى منهم هو Hyperbola-1 يسار الصورة |
- شركة OneSpace .. هي الاخرى فشلت في اطلاقها الاول لصاروخها OS-M عام
2019 .. و صاروخ OS-M ذو 3 مراحل بالوقود الصلب (تستخدم محركات من مراحل
صواريخ بالستية متقاعدة) .. و يمكنه حمل حتى 205 كغ الى مدار LEO بارتفاع
300 كم او حمولة 73 كغ الى مدار SSO بارتفاع 800 كم ..
 |
منصة متحركة عرضتها شركة OneSpace قبل ايام |
-
شركة Galactic Energy التي ولدت في فبراير 2018 .. و رغم
ولادتها الحديثة .. يتوقع المراقبين ان تطلق صاروخها الاول CERES-1 خلال
شهر 6-2020 في محاولة الوصول للمدار بنجاح .. و يتكون الصاروخ CERES-1
كمعظم الصواريخ الصينية المنافسة له من 3 مراحل وقود صلب و مرحلة رابعة
بالوقود السائل .. و يمكنه رفع قمر بوزن 350 كغ الى مدار LEO و 230 كغ الى
مدار SSO بارتفاع 700 كم .. و يمكن اطلاقه من منصات متحركة ..
 |
صاروخ CERES-1 من شركة Galactic Energy / MISSILE |
- اغرى سوق اطلاق الاقمار الصناعية الصغيرة الناشئ في الصين شركة CASIC الحكومية لتطلق صاروخها التجاري Smart Dragon-1 / SD-1 عبر شركة CALT التابعة لـ CASIC .. و التي ستحصل على الاموال اللازمة لتطويره من التمويل المدني بشكل اساسي .. و يتكون صاروخ Smart Dragon-1 / Jielong-1 من 4 مراحل عاملة بالوقود الصلب و يتم اطلاقه من منصات متحركة خلال 24 ساعة فقط .. و يمكنه وضع قمر بوزن 340 كغ الى مدار LEO بارتفاع 300 كم او وزن 240 كغ الى مدار SSO بارتفاع 300 كم .. او وزن 217 الى مدار LEO بارتفاع 700 كم او وزن 152 كغ لمدار SSO بارتفاع 700 كم .. و اطلق صاروخ Smart Dragon-1 / SD-1 اول مرة العام الماضي 2019 بنجاح .. و حصلت على العديد من صفقات اطلاق الاقمار الصناعية التجارية خلال الفترة القادمة بفضل سمعتها الكبيرة في عمليات الاطلاق الناجح ..
(يشكك الامريكيين بالقطاع الخاص الفضائي الصيني و يعتبروه جزءاً من الجهد الحكومي الصيني متنكراً .. و يذكرون بحادثة شراء حاملة الطائرات من اوكرانيا التي اشتراها رجل الاعمال الصيني Xu Zengping بنية جعلها كازينو عائم .. و لكنها كانت عملية سرية للحصول عليها لتكون نواة اسطول حاملات الطائرات الصينية .. و تحولت لاحقاً للحاملة
Liaoning اول حاملة طائرات صينية) ..
 |
صاروخ Smart Dragon-1 و يطلق عليه ايضاً Jielong-1 و هي اللفظ الصوتي باللغة الصينية لاسم Smart Dragon-1 |
و يقوم الصينيين بتطوير عديد من مشاريع صواريخ الاطلاق المدارية ذات الاستجابة السريعة و الحمولات الاكبر .. و عام 2025 يتوقع ان يطلق صاروخ Kuaizhou-21 / KZ-21 العامل بالوقود الصلب و الذي سيمكنه حمل حتى 20 طن للمدار LEO و حمولات اخف للمدارات الاعلى .. و هذه الصواريخ ستكون قادرة على حمل اقمار Yaogan الاستطلاعية (بما فيها Yaogan-30 الثلاثية) التي تقوم بمراقبة حركة الاساطيل الامريكية خاصة في محيط الصين البحري .. و ذلك لتزويد الصواريخ الصينية (DF-21D و DF-26) المضادة لحاملات الطائرات بشكل مستمر بإحداثيات الاهداف لتصحيح مسارها نحوها ان حصلت مواجهة .. تطبيقاً لاستراتيجية منطقة التحريم البحري A2/AD Anti Access/Area Denial التي بدأ الصينيين تنفيذها في محيطهم البحري بعد ازمة تايوان 1996 ..
(اقمار Yaogan الاستطلاعية تتنوع بين استطلاع كهروبصري و بصري و اقمار بقدرات SAR و اقمار بقدرات استخبار الكتروني ELINT .. و هي اقمار استطلاع مفردة او ثنائية او ثلاثية .. و قريباً ستوفر تغطية متواصلة للبحار في مناطق مصالح الصين .. خاصة في محيطها .. و تتكتم الصين بشكل كبير على طبيعة هذه الاقمار و تصفها انها اقمار لإجراء تجارب تكنولوجية على البيئات الكهرومغناطيسية !! .. بلغ اجمالي عدد الاقمار المطلقة منها 64 قمر بعضها خرج من الخدمة و تم استبداله .. و تركز اطلاقات الصين الاخيرة منها على اقمار Yaogan-30 الثلاثية و هي خاصة النسخة الاستخبارية ELINT و هي ثلاثة اقمار تسبح مع بعضها بشكل مثلث و تبعد عن بعضها بضع عشرات الكيلومترات و تقوم بتثليث مصادر الاشارات الكهرومغناطيسية لتحديد مواقع السفن بدقة عالية .. و لا يمكن للقمر الواحد ان يعطي نفس الدقة) ..
و يشبه نظام اقمار Yaogan الصيني بطريقة عمله النظام الامريكي للمراقبة البحرية للمحيطات NOSS Naval Ocean Surveillance System .. و الذي يعمل ايضاً بشكل اقمار ثلاثية و ثنائية ..
 |
صورة متحركة توضح تغطية مجموعات اقمار Yaogan-30 الثلاثية الصينية للمراقبة البحرية لغاية 2019 .. و لا تشمل تغطية اقمار Yaogan الثنائية و الاحادية و لم يتم اضافة تغطية الاقمار الثلاثة التي اطلقت قبل ايام في 23-3-2020 .. و يتوقع ان يتم اطلاق لمجموعة ثلاثية اخرى خلال 2020 .. / مصدر الصورة : https://satelliteobservation.net / |
الامريكيين بدورهم لم يقفوا متفرجين امام بناء الصين صواريخ الاطلاق المدارية للرد السريع .. و قاموا عام 2007 بإنشاء مكتب الفضاء المستجيب عملياتياً Operationally Responsive Space Office و تتبع له قوة فضائية سريعة الاستجابة وظيفتها تعويض فاقد القوة الفضائية الامريكية او تعزيزها في الوقت المناسب بناء على طلب القادة .. باستخدام صواريخ الاطلاق الفضائية Minotaur سريعة الاستجابة و العاملة بالوقود الصلب و المبنية على مراحل الصواريخ البالستية القديمة Peacekeeper و Minuteman .. (اعتماد صواريخ Minotaur في اطلاقات فضائية سبق انشاء قوة الاستجابة السريعة الفضائية الامريكية .. التي ستنضم متطلبات التعويض و التعزيز المفاجئ في جميع الاوقات و حسب المتطلبات) ..
الروس ايضاً اعتمدوا الصواريخ البالستية القديمة في عمليات اطلاق فضائية تجارية .. للاستفادة من محركات مئات الصواريخ الاستراتيجية التي اخرجت من الخدمة بسبب معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية بين الروس و الامريكيين .. و لديهم الصاروخ Start-1 المبني على اساس الصاروخ الروسي العابر للقارات RT-2PM Topol و الذي تم تنفيذ 7 اطلاقات تجارية من خلاله قبل ان يتوقف عام 2006 بسبب عدم جدوى السوق التجاري للاقمار الصغيرة بوجود منصات اطلاق ارخص في دول اخرى .. و لكن مؤخراً بدأ الروس البحث في اعادة احياء هذا الصاروخ من خلال البحث عن تمويل .. و عام 2014 تم الاتفاق مع شركة TAQNIA السعودية للاستثمار في الاستخدام التجاري لصواريخ Start-1 .. لكن لا يزال متوقف و لم يتم تنفيذ عمليات اطلاق جديدة ..
 |
الصاروخ الروسي Start-1 يمين الصورة المبني على اساس Topol .. و يسار الصورة صاروخ Minotaur الامريكي |
احد مسؤولي وكالة DARPA ذكر ان العصر الذي كان فيه كل اطلاق فضائي يعتبر حدثاً وطنياً مرتقباً سينقضي .. و ستصبح بيئة عمليات الاطلاق الفضائية في المستقبل اشبه بعمليات الطيران في المطارات .. مع عمليات اطلاق متكررة في عدد كبير من المواقع حول العالم ..
ما ذكره مسؤول DARPA هو نتيجة حتمية للتطور مستقبلاً .. لكن ما سعى اليه الصينيين هو استشراف خطر القدرات الامريكية المضادة للاقمار و التحسب لها .. و الجدير بالذكر هنا التنويه الى ان الصينيين امتلكوا ايضاً قدرات متطورة مضادة للاقمار الصناعية .. بما فيها قدرات صواريخ مضادة للاقمار و قدرات تشويش ارضي على الاقمار و اسلحة طاقة ليزرية (استخدموها بالفعل بشكل تحذيري ضد الامريكيين) كما يملكون اقمار صغيرة مضادة للاقمار كما انهم ابدعوا بعمليات السايبر و يمكنهم تنفيذ عمليات ضد مراكز التحكم بالاقمار .. و هذا ما دفع الامريكيين لاستشراف الخطر الصيني (و الروسي ايضاً) لبناء قوة استجابة فضائية سريعة ايضاً ..
إرسال تعليق