قصة الطائرة الامريكية القبيحة X-32 ..

 بدأ الامريكيين عامي 1993-1994 بمشروع المقاتلة الضاربة المشتركة Joint Strike Fighter لاستبدال طائرات الجيش الامريكي الخفيفة بها .. بما فيها مقاتلات F-16 و F-18 و AV-8B Harrier .. و كان من الشروط الاساسية ان تتمتع المقاتلة الضاربة المشتركة بالشبحية و بإلكترونيات طيران ثورية .. و قد مُنحت شركتي Boeing و Lockheed Martin عقوداً لتقديم مشروعي هذه المقاتلة .. ( و كان ينتظر من يفوز في مشروع مقاتلته عقد تاريخي يبلغ اجماليه 750 مليار دولار لانتاج عدد يصل الى 6000 طائرة لامريكا و حلفائها في برنامج الطائرة الضاربة المشتركة الذي سيمتد لـ 20 عاماً )

مشروع X-35 و X-32

قدمت شركة Lockheed Martin طائرة X-35 .. و شركة Boeing قدمت طائرة X-32 .. و كان مطلوباً ان تقدم الشركتين 3 نماذج من الطائرة الضاربة المشتركة :

نسخة اقلاع و هبوط تقليدي  CTOL .. و نسخة هبوط و اقلاع قصير لحاملات الطائرات .. و نسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي STOVL ..

اختارت Boeing تصميم تقليدي لطائرة X-32B نسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي STOVL مشابه لتصميم طائرات Harrier التي تعتمد في الهبوط العمودي على قوة فتحات النفث الحار الجانبية المتولد من ضغط المحرك (مع اداء افضل لناحية القوة الى الوزن و اتمتة عملية التحكم بالنفث و موازنته بحيث يركز الطيار على هبوط الطائرة) .. و هذا التصميم هو سبب فتحة الهواء الكبيرة في مقدمة الطائرة لان الطائرة بحاجة لاستنشاق كمية كبيرة من الهواء للمحرك لتأمين قوة الدفع اللازمة .. و هذه الفتحة الكبيرة مؤثرة على شبحية التصميم لان شفرات مراوح المحرك ستكون معرضة لعكس موجات الرادار و كشف الطائرة ..

بينما اختارت Lockheed Martin لطائرة X-35B نسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي STOVL تصميم مبتكر لعملية الهبوط العمودي من خلال مروحة دفع بالهواء البارد متصلة الى محرك الطائرة بعمود و علبة تروس .. و قد حصلت Lockheed Martin على براءة اختراع  لهذا التصميم بإسم مبتكره المهندس Paul Bevilaqua .. و اضافة لمروحة الدفع زودت طائرة X-35 بفتحتي نفث بالهواء الحار على جانبي المحرك لزيادة قوة الرفع اضافة لدفع فوهة المحرك القابلة للحركة بشكل عمودي .. و خفضت مروحة الهواء البارد بشكل كبير من اضرار الهواء الساخن الذي تسببه فتحات النفث الحار في تصميم طائرة Harrier على سطح حاملات الطائرات ..

شكل تصميم محرك نسخ الاقلاع القصير و الهبوط العمودي STOVL في المشروعين

استطاعت Lockheed Martin بطائرة X-35B تحقيق سرعة فوق صوتية و هبوط عمودي بتصميم مبتكر .. بينما كان اداء طائرة شركة Boeing الـ X-32B  بطلعتها التجريبية العمودية تقليدياً و بسرعة اقل من سرعة الصوت (طائرة X-32A سرعتها 1.6 ماخ و هي نسخة الاقلاع و الهبوط التقليدي) .. و هذا هو السبب الرئيسي بتفضيل مشروع X-35 على مشروع X-32 ..

نجحت Lockheed Martin بالفوز بمشروعها لانها قدمت مشروع مبتكر و كان مخاطرة ان تدخل فيه منافسة على مشروع بهذه الضخامة .. و رغم انها واجهت صعوبات و مشاكل في اختبارات التصميم الارضية لكنها نجحت في تذليل كل العقبات امامه .. حتى ان شركة Boeing استهانت بتصميم Lockheed و  قالت عنه في البداية : انه لن يعمل ابداً و انه معقد و مليء بالاجزاء المتحركة و يزن 3500 رطل مقارنة بـ 800 رطل لتصميمها للرفع .. !!!

شكل التصميم التخيلي للمشروع X-32 لو وصلت كانت للمرحلة التالية في المنافسة

بالمقابل دخلت شركة Boeing المنافسة بتصميم تقليدي على مبدأ السلامة في المراحل الاولى من المنافسة ثم سيقدمون لوزارة الدفاع ما تريده .. تصميم مرن و شبحي و ضمن الميزانية للغاية .. و بالمناسبة حتى تصميم الطائرة ليس نهائي فقد طلبت البحرية مزيد من القدرة في التحكم بالسرعات البطيئة بوزن اكبر و كان يلزم لتنفيذ هذا الطلب تقصير طول جناحها الكبير و اضافة ذيول افقية و اسطح تحكم بالطيران عليها .. لكنهم اجلوا ذلك لمراحل لاحقة من المنافسة ..لكن فشلها المبكر لم يسمح لها بالمواصلة .. لتخسر المنافسة و تخسر معه عقد دفاعي ضخم جداً .. ويبقى لها شكل تصميم مقاتلتها X-32 "الاولي" بقبحه الكبير كذكرى للفشل في هذه المنافسة ..

 بينما تحول مشروع Lockheed Martin الـ X-35 الى المقاتلة الشبحية F-35 من الجيل الخامس الاكثر تطوراً ..