الشرك الخداعي النشط الاستهلاكي BriteCloud

Expendable Active Decoy - BriteCloud
Expendable Active Decoy - BriteCloud
مع تطور رادارات النيران و البواحث الرادارية لصواريخ جو - جو و ارض - جو تضائلت بل ربما شبه انعدمت فعالية شراك الـ chaffs في حماية المقاتلات من الصواريخ الرادارية .. و اصبح دور منظومات التشويش المدمجة في المقاتلات و بودات التشويش المحمولة اكثر فعالية .. و لكن هذه الوسائل الحمائية لها سلبية من حيث انها تحد من قدرة المقاتلة على المناورة (البودات المحمولة) و تعرضها لأن تكون هدف للصواريخ الموجهة نحو مصدر التشويش .. 

احد الابتكارات المبدعة في حماية المقاتلات و التي تتلافى هذه السلبيات ابتكرتها شركة Leonardo الايطالية و يطلق عليها اسم BriteCloud و هي شراك خداعية نشطة استهلاكية Expendable Active Decoy يتم اطلاقها بنفس طريقة اطلاق الـ chaffs التقليدية و من نفس حواضنها .. و لكنها بعد اطلاقها تقوم بعمل تشويش بتقنية DRFM لتقوم بتقليد البصمة الرادارية للمقاتلة التي رمتها ..

حيث تقوم المقاتلة بعد كشف التهديد الراداري بتحديده و تعريفه ليتم التعامل معه بتقنية التشويش DRFM من خلال الشرك BriteCloud الذي يتم تنشيطه و تزويده بمعلومات التشويش اللازم الذي يبدأ به بمجرد رميه (تجدون شرح التقنية DRFM نهاية البوست) ثم تناور المقاتلة بعيداً عن موقع التهديد تاركة الصاروخ يتجه نحو الشرك BriteCloud ..
Expendable Active Decoy BriteCloud
دخل الشرك BriteCloud الخدمة في احد اسراب مقاتلات Tornado البريطانية منذ عام 2018 .. و اعتمدته شركة SAAB لتكون ضمن قدرات مقاتلات Gripen و بدأ سلاح الجو البريطاني ادخاله الخدمة على متن مقاتلات Eurofighter Typhoon .. كما يجري سلاح الجو الامريكي اختباراته عليها و تم تطوير نسخة خاصة بمقاتلات F-16 و F-15 التي تعتمد حواضن اطلاق chaffs من مقاس 218 المستطيلة ..

مزايا الشرك BriteCloud انه لا يعيق قدرة المقاتلة الحاملة على المناورة و يمكن حمل عدد كبير من الشراك و اطلاقها من نفس حواضن الـ chaffs .. كما انه لا يشكل خطر بوجود صواريخ تعمل بطريقة home-on-jam الباحثة عن مصدر التشويش .. و لا يشغل حيز من نقاط التسليح في المقاتلة ..
Expendable Active Decoy BriteCloud
BriteCloud-55 / BriteCloud-218
و تصنع شركة Leonardo من الشرك BriteCloud ثلاثة نسخ و هي :

النسخة BriteCloud-55 الدائرية و النسخة BriteCloud-55T و هي نسخة خاصة بطائرات النقل الكبيرة و يمكنها تمثيل بصمة رادارية كبيرة تماثل بصمات طائرات النقل .. و النسخة BriteCloud-218 المستطيلة من نفس مقاس حواض chaffs في المقاتلات الامريكية F-15 و F-16 .. و تحتاج الحد الادنى من تكامل النظم ليتم تركيبها على المقاتلات ..

تقنية الشراك الخداعية النشطة الاستهلاكية Expendable Active Decoy و التي يعتبر الشرك BriteCloud اولها .. ستكون من اساسية في نظم حماية المقاتلات مستقبلاً .. و قريباً سنرى كثير من الدول تحمي مقاتلاتها بها ..

وهنا نشرح تقنية DRFM باختصار :
مبدأ عمل الرادار انه يبث نبضة رادارية إلى الهدف .. هذه النبضة تصطدم بالهدف ثم تنعكس عنه عائدة إليه .. الرادار يستقبل النبضة المنعكسة و يعمل على تحليلها و بالتالي يتمكن من إدراك وجود هدف ما في المنطقة .. بعد حصوله على هذه المعلومة يبدأ في قياس المسافة بينه و بين ذلك الهدف من خلال حساب الزمن الذي إستغرقته النبضة الرادارية خلال مسارها للهدف حتى وصولها إليه .. ثم الزمن الذي إستغرقته نفس النبضة خلال إنعكاسها عن الهدف حتى عودتها إلى الرادار ..

فرق توقيت استقبال النبضات هو العنصر الاساسي الذي تعتمده تقنية DRFM في التشويش الراداري و لكن كيف ؟!!

في البداية يقوم DRFM بإستقبال النبضة الرادارية الأصلية الصادرة من الرادار المعادي .. ثم يعمل على تحديد بياناتها فيما يتعلق بترددها و طولها الموجي و فرق توقيت الإستقبال بينها و بين النبضة السابقة لها و التالية لها ..

بعد الحصول على هذه البيانات يبدأ DRFM في تجهيز سلسلة من النبضات الرادارية تتطابق كلها مع النبضة الأصلية في التردد و الطول الموجي .. إلا أن كل نبضة في هذه السلسلة تمتلك توقيتاً نبضياً خاصاً بها وحدها يختلف عن باقي النبضات الأخرى بما فيهم النبضة الأصلية .. و هنا تكمن الخدعة كلها ..

العنصر الوحيد في النبضة الرادارية الذي يستطيع DRFM التغيير فيه و التعديل عليه كما يشاء هو التوقيت النبضي أو فرق توقيت الإستقبال بين النبضات ..

بالتالي فإن كل نبضة مزيفة في السلسلة التي قام DRFM بإستنساخها من النبضة الأصلية سيتم ترجمتها على شاشات الرادارات المعادية على هيئة هدف جوي إضافي يتطابق مع الهدف الأصلي في البصمة الرادارية ..

 و ليس هذا فقط .. بل كل نبضة مزيفة تمتلك توقيتاً نبضياً خاصاً بها .. و ذلك أيضا سيتم ترجمته بأن كل هدف من الأهداف الوهمية سيكون له سرعة مختلفة و مدى مختلف عن باقي الأهداف الأخرى بما فيها الهدف الحقيقي و الذي وقتها سيستحيل تمييزه من وسط السرب الوهمي المحيط به ..

هنا سيضطر الرادار المعادي للتعامل مع عدد كبير من الأهداف الجوية بينما هو لا يملك أدنى فكرة عن موقع الهدف الحقيقي وسط هذا الكم من الأهداف الوهمية .. ثم تأتي البيانات المزيفة لتزيد الأمر سوءاً .. فكل هدف من هذه الأهداف يمتلك سرعة و مدى يختلف عن الآخرين مما يزيد من تعقيد الوضع و صعوبة التمييز .. خاصة و أن جميع الأهداف تتطابق مع بعضها في البصمة الرادارية .. !

ادناه فيديو يشرح آلية عمل الشرك الشرك BriteCloud :

0/تعليق/التعليقات